نام کتاب : حاشية كتاب التوحيد نویسنده : عبد الرحمن بن قاسم جلد : 1 صفحه : 141
باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
... باب قوله الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [1] الآية [1].
في الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمنفي هنا هداية التوفيق والإلهام، وهو خلق الهدى في القلب وإيثاره وذلك لله وحده، وهو القادر عليه، كقوله: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [2]. [3]. {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} ( {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [4] وأما هداية البيان والإرشاد والدلالة فقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [5]. فهو المبين عن الله، والدال على دينه وشرعه.
أراد المصنف -رحمه الله- بهذه الترجمة الرد على عباد القبور، الذين يعتقدون في الأنبياء والصالحين النفع والضر، فيسألونهم من أنواع المطالب الدنيوية والأخروية، فإن سبب هذه الآية موت أبي طالب، وإذا كان صلى الله عليه وسلم قد حرص على هدايته عند موته فلم يتيسر له ذلك، ودعا له بعد موته، ونهي عن ذلك، وذكر الله أنه لا يقدر على هداية من أحب هدايته لقرابته ونصرته، تبين أعظم بيان، ووضح أوضح برهان أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك ضرا ولا نفعا، ولا عطاء ولا منعا، وأنه صلى الله عليه وسلم لا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه، وأن الأمر كله بيد الله، فبطلت عبادته من دون الله، وإذا بطلت عبادته- وهو أشرف الخلق- فعبادة غيره أولى بالبطلان.
(2) أي في الصحيحين عن ابن المسيب بفتح الياء، واسمه سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أحد العلماء، والفقهاء الكبار السبعة من التابعين، اتفق أهل الحديث أن مراسيله أصح المراسيل. قال ابن المديني: ((لا أعلم في التابعين أوسع علما منه)) . مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. وأبوه المسيب صحابي، بقي إلى خلافة عثمان، وكذلك جده حزن صحابي، استشهد باليمامة. [1] سورة القصص آية: 56. [2] سورة البقرة آية: 272. [3] سورة آل عمران آية: 20. [4] سورة البقرة آية: 213. [5] سورة الشورى آية: 52.
نام کتاب : حاشية كتاب التوحيد نویسنده : عبد الرحمن بن قاسم جلد : 1 صفحه : 141